مع هتلر تغدو حقيقة العالم هي حقيقة العرق، الجرماني الآري مقابل الأعراق الأخرى، ومن هنا معاداته للسامية-اليهودية، جنباً إلى جنب مع معاداته للشيوعية باعتبارها تجلياً من تجليات اليهودية المتلبسة بالشيوعية؟ يقول هتلر في كتابه كفاحي: “إن العقيدة “اليهودية” المعبر عنها في التعاليم الماركسية لا تعتبر بالمبدأ الأرستقراطي وتضع كما تنكر أهمية الكيان القومي والعنصري، مجردة البشرية من العناصر التي لا بد من وجودها لاستمرارها وبقاء حضاراتها. فإذا اعتمدت هذه العقيدة كأساس للحياة، فإنها ستقرض كل نظام وتعود بالجنس البشري إلى عهد الفوضى واختلاط العناصر مما سيؤدي إلى انقراض البشر، وإذا قدر لليهودي من خلال إيمانه الماركسي (…) أن يتغلب على شعوب العالم فلن يبقى للبشر من أثر على سطح الأرض”. هي ذي أفكار هتلر النازية، القومية العنصرية: نقاء العرق، الأرستقراطية، فلسفة القوة، وقد ترافقت هذه السياسة بالدعوة إلى الاستعمار والتوسع بذريعة إقامة مجال حيوي للأمة لو على حساب الشعوب الأخرى، ولكن هتلر، خسر في “لعبة الأمم” وانتصر بهزيمته -ويا للمفارقة- خصومه، الذين مارسوا الطغيان، والعدوان، والعنصرية باسم “الديمقراطية”، وحقوق الإنسان، ومناوئه معاداة الاسمية؟! ضد “الساميين” أنفسهم من الفلسطينيين والعرب بصفة عامة.