هارون الرشيد لأحمد أمين هو نافذة إلى العصر العباسي، يكشف فيها الكاتب عن ملامح خليفة عاش بين أسطورة الحكم وحقائق التاريخ. يغوص أحمد أمين في سيرة الرشيد، سابراً أغوار شخصيته بعمق، بعيدًا عن الحكايات الشعبية التي أضفت عليه هالة من الأساطير. بأسلوبه الدقيق، يروي أمين كيف أضاءت بغداد بعلمائها وشعرائها، وكيف ازدهرت الفنون والعلوم في عهد الرشيد، ليصور زمنًا كان فيه الأدب والعلم زينة الدولة. لا يغفل الكاتب عن ذكر الصراعات والمؤامرات، فيعرض لنا قصة البرامكة، ويلقي الضوء على دهاليز السياسة العباسية. هارون الرشيد ليس مجرد سردٍ تاريخي، بل لوحةٌ تمتزج فيها السياسة بالثقافة، تنقل لنا مجدًا براقًا وتراجيديا خفية من قلب الدولة العباسية.