إنه بحثٌ دقيق يتتبع فيه أمين خيوط الصعلكة والفتوة في تاريخ المجتمع الإسلامي، فيعرضها كصفحات منسية تعجّ بروح التمرد والشجاعة. ينطلق أمين من العصر الجاهلي، حيث ظهرت الصعلكة في هيئة شعراء متمردين خرجوا على أعراف القبيلة، فكانوا لسانَ الفقراء وصوتَ الخارجين عن السائد. ثم يمضي في تتبع تطور الفتوة في العصور الإسلامية، ليكشف كيف ارتقى هذا المفهوم في مجتمع إسلامي تعاقبت عليه الحضارات حتى بلغ العصر المملوكي. محللا الدوافع الاجتماعية والاقتصادية التي أوجدت هذه الطبقات، مبينًا كيف أسهمت في صياغة أدب جديد يعبّر عن الهوية الثقافية للمجتمع. في هذا الكتاب، ينسج أحمد أمين دراسة شاملة تلامس مفهوم التمرد، ليرسم صورة عن أثر هذه الظواهر في الأدب والفكر الإسلامي.